عندما تفكر في الحماية من الحرائق في مبنى، ما اول شيئ يتبادر إلى الذهن؟ طفايات الحريق؟ أجهزة إنذار الدخان؟ نظم رش المياه؟ وقد لا يخطر ببالك مطلقاً بأن الزجاج يمكن ان يقوم بهذا الدور

الزجاج المقاوم للحرارة، وكما يوحي الاسم، هو زجاج معالج قادر على تحمل درجات عالية من الحرارة التى لا يستطيع الزجاج العادي تحملها. قد يبدو غريبا ان الزجاج الذي تتم صناعة من التعرض اساسا للحرارة، يمكنه من تحمل درجات عالية منها. ولكن التكنولوجيا الحديثة قد اضافت هذه الخاصية الفريدة للزجاج

 

 

يحتوي هذا الزجاج على نسبة عالية من مادة السليكا كما أنه يحتوي على حمض البوريك، وهذا العنصر يمكن الزجاج من تحمل تغيرات كبيرة في درجة الحرارة دون أن يتشقق او ينكسر او تتغير خواصه، وقد اصبح يستعمل على نطاق واسع في السنوات الاخيرة وفي العديد من المجالات مثل الأجهزة الكيميائية وأواني الطبخ الحديثة التي تعرف بالبيركس وفي غيرهما من الاستعمالات الصناعية والمنزلية

والزجاج المقاوم للحرارة مؤلف من عدة رقائق توحّد بينها طبقات بينية شفافة من مواد معينة حين يُعرّض هذا الزجاج للنار فإن اللوح الذي يواجه اللهب يتصدع، لكنه يبقى في مكانه وتتحول الطبقات البينية الواحدة تلو الأخرى إلى رغوة سميكة عاتمة ولكنها مرنة وتكوّن درعاً عازلاً يمنع حرارة الوهج

 

وللمقارنة، يستطيع الزجاج العادي تحمل الحرارة اقل من 100 درجة مئوية قبل ان يتحطم أما الزجاج المقسّى - السيكوريت

 

 فيستطيع تحمل حوالي 260 درجة مئوية، وفي المقابل فان الزجاج المقاوم للحرارة فيمكنه تحمل ما 2500 و 3000 درجة مئوية، وفي السنوات الاخيرة اصبح الزجاج المقاوم للحرارة يستخدم بشكل واسع في نظم الحماية من الحرائق في المباني والهدف منه هو توفير مناطق محمية لاحتواء حريق داخل المبنى، وتوفير طرق الهروب الآمنة لإخلاء الناس، أو توفير مناطق آمنة لقوات مكافحة الحرائق، او حتى حماية المعدات داخل المبنى، فهو يساعد في الحفاظ على النيران والدخان من الانتشار من غرفة واحدة إلى أخرى وهكذا، فأن الزجاج يمكن أن يلعب دورا حيويا في الحد من أضرار الحرائق على مساحة محدودة